حنين سالمة: خطوات مكبلة بالأغلال!
حنين ناصر سالمة★
في يوم عادي كغيره من الأيام، دار حوار بيني وبين والدي، أدَّى إلى انقلاب مجرى حياتي كاملاً، أدخلني هذا الحوار في رحلة كرحلات الصحراء، المليئة بالعواصف والمحفوفة بالعواقب، والمليئة بشخصيات صحبتها ماتعة، ورفقتها أمان، تلك الرحلة التي أعادت تشكيل شخصيتي، لتخبرني فيها من أكون، وماذا أريد، وماذا أحب، وما سبب ميلي للفنون والأدب؛ إذ اقترح عليَّ والدي الالتحاق بالمعهد العالي للفنون المسرحية.
بالعودة إلى مرحلة الطفولة، كنت – ومنذ أن كان عمري سنتين- مولعة بالفنون التشكيلية والرسم، وبعد تخرجي من المدرسة، سارعت للتسجيل في بعض الدورات في معهد الفنون التشكيلية، ودرست فن الرسم على يد أستاذي (إبراهيم الأفوكاتو)، الذي لم يبخل عليَّ بأي معلومة تنير عقلي في مجال الفن والرسم، حتى أنه أدخلني في مجال فن الأزياء، والمنظور الهندسي، والذي كان لا يتعلق بمحور الدورات، حباً بالمعرفة والعلم بالمجال.
كان يلازم حبي للرسم، حبي لقراءة الكتب والروايات، وكأي مراهق في بداية علاقته بالكتب، كنت أميل للروايات وعلى وجه الخصوص روايات الكاتبة أجاثا كريستي، التي تحمل طابعاُ بوليسياً، لذا تحمست لفكرة دخولي للمعهد حينها.
كنت أطمح في البداية لمجال الديكور (لكوني متقنة للرسم)، ولكني تعرفت على (د. سعداء الدعاس) التي كانت رئيسة لقسم النقد والأدب المسرحي حينذاك، ومنذ لقائي الأول بها اشتعلت شرارة حب الكتب والقراءة، التي كانت تختبئ مهمشة في خفايا شخصيتي، موجودة لكنها مهملة، لذا أشكر الفترة الزمنية، التي جعلت دخولي للمعهد يتزامن مع وجود د. سعداء فيه، لأنها كانت بحق أم، وأخت، وخير سند للطلبة، وكانت الشمعة المضيئة، التي تنير دروبنا، كلما انطفأت حماسة أحد الطلبة، بسبب أحد الأساتذة لموقف أو أمر ما.
ما أثار شغفي
في السنة الأولى لي في المعهد كنت بعد العودة إلى المنزل أعزز قراءاتي عن الحضارة الإغريقية “باعتبار أن السنة الأولى في المعهد قائمة على دراسة المسرح الإغريقي”، ومن كثرة قراءتي في هذا المجال أصبحت في خضم المحاضرات من أكثر الطلبة المشاركين والفاعلين مع الأستاذ، حتى أن بعضاً من أساتذتي وزملائي اعتقدوا أنني سأتخذ المسرح الإغريقي عنواناً لرسالتي في مشروع التخرج.
ما كان يدور في ذهني عكس ذلك تماماً، كنت أطمح لأن أتخذ موضوعاً جديداً (لم أدرسه ضمن منهجي الدراسي) ولم يسبق أن تم البحث فيه ضمن مشاريع القسم، وفي السنة الثالثة بدأ زملائي باختيار مواضيع الرسالة، كنت في حالة من التقلب في ذلك الوقت، وضعت في القائمة عدداً من المواضيع منها مسرحة روايات دوستوفيسكي، أسطورة جلجامش في المسرح العراقي، ثيمة العنف في المسرح الروسي وما إلى ذلك، محاولةً أن أجد موضوعاً يثير شغفي، وأخذ الإحباط يتملكني، ويسيطر عليَّ، حتى أصبحت أشعر بالضياع ضمن المواضيع المستهلكة والمكررة، ولم أجد ما هو جديد في مادة (مناهج بحث)، بل أغلب المواضيع، التي تم طرحها في تلك المادة، كانت إما قد عولجت من قبل، أو أنها مستهلكة كثيراً، وبالطبع لم أكن أطمح لهذا الأمر، كنت أبحث عما هو جديد كلياً، فلم يستطع أي موضوع جذب اهتمامي له، رغم تعدد المواضيع في قائمتي، التي قدمتها في تلك المادة، لذا بدأت في التعمق بالبحث على الإنترنت بشكل يومي، ولعدة أيام متتالية، حتى وجدت إحدى المقالات، التي تتناول مسرحية (أُنقذ) للكاتب للبريطاني إدوارد بوند، وانطلاقاً من ذلك المقال بدأت بقراءة العديد من المقالات حول هذا الكاتب، حتى أثار اهتمامي طابع الاغتراب في مسرحياته، بدأ البريق يلمع في عينَيَّ، وشعرت برعشة الحب الأولى، عرفت حينها أنني سأتخذ إدوارد بوند موضوعاً لبحثي، خصوصاً وأنه يتوافق وما كنت أبحث عنه تماماً، حيث إنه لم يسبق أن قام أحد باتخاذه كبحث، وكان موضوعاً جديداً كلياً على صعيد الكاتب، وعلى صعيد الثيمة أيضاً.
اِشتعل حماسي وركضت مسرعة، لأضع عنواني الأخير “الاغتراب في مسرح إدوارد بوند” وذلك في أواخر شهر مارس من عام 2022.
لكن لمعة عينَيَّ المليئة بمشاعر الفرح بالموضوع، لم تدم طويلاً حتى انطفأت منذ أن قررت طرح موضوعي على أساتذتي، فبينما قابلني البعض بإعجابه بالموضوع، إلا أن البعض الآخر، والذي كان يشكل العدد الأكبر، منهم من كان يجهل من هو (إدوارد بوند)، ومنهم من كان يقترح عليَّ موضوعاً آخر، ويحثني على اختياره بدلاً من إبداء رأيه بموضوعي الذي اخترته بنفسي، ومنهم من كان يعارضه ويرفضه فقط، لأن الكاتب والثيمة جديدتان، وأن هناك افتقاراً للمصادر والمراجع، وإن وُجدت فغالبيتها باللغة الانجليزية، فيرُدُّ عليَّ الأستاذ بـ “عليك أن تختاري موضوعاً عربياً، فهناك عدد من الأساتذة لا يعرفون اللغة الانجليزية، ولا يمكننا اعتماد مصدر (مسرحية) انجليزية غير مترجمة”!
شعرت بالوحدة والضيق، كأنني أحاول أن أتنفس، ولكن هناك من يشد الخناق على رقبتي حتى يكتم أنفاسي، لأصبح جثة هامدة لا صوت ولا رأي لها، إلا أنني لم أتهاون عن الموضوع، رغم البيئة المحبطة.
قررت أن أستغل فترة الصيف (وذلك حيث إنه لم يتم قبول، أو رفض مواضيع أبحاثنا، بسبب إلغاء العميد حينها اجتماعات الأساتذة في جميع الأقسام) عززت عملية البحث عن مصادر “مترجمة” للكاتب، حصلت على النص الأول (أُنقذ) على الإنترنت، حيث قمت بشرائه (أونلاين)، أما النص الثاني (لير) فكانت هناك نسخة مترجمة منه في مكتبة المعهد، ولم يتبق لي سوى مسرحية واحدة، حتى يتم قبول موضوعي “لأن الحد الأدنى لعدد النصوص هو ثلاثة نصوص”.
عناء الحصول على الصرة
معضلة كبيرة رافقت عملية البحث عن النص الثالث، حيث لم أجد أية نصوص أخرى للكاتب في الإنترنت، وفي الكويت كذلك، وفي الصيف سافرت إلى سورية، وهناك – في دمشق تحديداً- ذهبت إلى مكتبات (الحلبوني) وبدأت بالتجول من محل إلى آخر، كانت ترافقني ابنة عمتي (رؤى)، التي لازمتني طوال رحلة البحث في سورية عن النص الثالث، لتشعرني بالأنس والرفقة، ولكوني لا أُلِمُّ كثيراً بمناطق بيع الكتب في الشام، بحثنا طويلاً، ومشينا كثيراً في وقت الظهر، وفي منتصف النهار تحت شمس قاسية ومهلكة.
بدأت طاقتي تتقلص مناجية بعض الرحمة والراحة، وبعد عناء طويل بدأ اليأس يتغلغل في روحي، التي جعلتني أبدأ بالتفكير في تغيير الموضوع بأكمله، حتى دخلت إلى آخر متجر للكتب، والذي كان راكناً في مدخل عَتِم، وكأنه متجر للسحر لا للكتب، كانت الكتب على الأرض، وفي الأرفف، وفي كل مكان متراصة بعضها فوق بعض بشكل عشوائي غير منظم، كان يجلس داخل المكتبة رجل عجوز، يبلغ من العمر ما يقارب 80 إلى 90 عاماً، سألته عن وجود نص لإدوارد بوند فأجابني “والله يا بنتي أنا ما عندي كمبيوتر متل باقي المحلات، بس أنا حافظ المكتبة كلها كتاب كتاب”، وكأن المكتبة هي بيته الذي يقطنه، شعرت بحبه لعمله وببساطة حياته، التي أزعم أنها كانت مليئة بالمعرفة والعلم، أخذني إلى إحدى زوايا الكتب المتراصة وقال لي: “هون بتلاقي كل الكتب يلي إلها علاقة بالمسرح” وجدت بين تلك الكومة من الكتب النص الثالث (الصرة) وعناء الحصول على هذا النص، الذي لم يكن متواجداً سوى عند هذا الرجل، في خضم مغامرة عشتها في بلد آخر باحثةً عن النص أصبح هذا النص، هو الأقرب إلى قلبي.
الاعتراض مرفوض!
بدأت السنة الدراسية الرابعة، في بداية أكتوبر للعام الجامعي 2022 / 2023، وتم تحديد المشرفين والرسائل، وبعد طول عناء تم اعتماد موضوعي، ورغم أنني كنت أرغب بأن يشرف عليَّ (د. علي العنزي) كونه أكثر تخصصاً بموضوعي، ويعرف مسرح بوند جيداً، إلا أن الله شاء أن يشرف عليَّ أستاذ آخر، ولم يكن بإمكاني الاعتراض حينها، بسبب تحذير رئيسة القسم الجديدة، لنا من أن الاعتراض مرفوض، وليس من حقنا على الإطلاق!
في لقائي الأول بالأستاذ المشرف، أبدى إعجابه بالموضوع، واستغرابه من اختياري في الوقت نفسه، وتساءل عن أسباب اختيار الموضوع كمشروع تخرج، كانت عيناه تبرقان أثناء استماعه لي، وأنا أشرح الموضوع والفكرة، ربما هناك فكرة أجهلها قد سيطرت على ذهنه تلك اللحظة، أو منذ الوهلة الأولى، التي قرأ بها عنوان موضوعي، ليشرف على رسالتي.
بعد عملية جمع المصادر كان لا بد من جمع المراجع، ولا أنسى فضل (د. خالد رمضان)، الذي استضافني في رابطة الأدباء، وساعدني في تلك المرحلة، كان في كل مرة أفقد فيها حماسي، يعيد لي اشتعال هذا الحماس عند زيارتي له في الرابطة، كنت في تلك الفترة أتحاور معه عن ثيمة (الاغتراب)، وكانت ملاحظاته خير عون لي في بحثي، فكل الشكر والتقدير والحب له.
بعد عدة أسابيع من لقائي مع مشرف رسالتي، أخبرني بمعلومة جديدة بالنسبة لي، وهو أنه يعمل على بحث بعنوان مطابق لعنواني “الاغتراب في مسرح بوند” ساعياً من خلاله للترقية في مجاله المهني، كنت أتمنى لو أنه تحدث عن هذا الأمر عند اختياره الإشراف على رسالتي، خاصة وأن جميع أساتذة القسم يعرفون عناوين المواضيع منذ شهر مارس 2022، كما أنهم ومشرفي معهم ناقشوا المواضيع في أكتوبر 2022، أي قبل تحديد الإشراف، لكن ربما نسي ذلك.
ورغم تقديري لأسبابه أياً كانت، إلا أنني أصبت بخيبة أمل، أن يكون مشرف رسالتي يعد موضوعاً مطابقاً لعنوان موضوعي، وكأي مشرف، طلب مني نسخاً عن النصوص التي أشتغل عليها، والتي عانيت كثيراً من أجل الحصول عليها.
كنت أتمنى تغيير العنوان، أو الموضوع بأكمله، لكن التوقيت لم يكن في صالحي، فالتزمت الصمت بالطبع، خاصة وأن المشرف أصبح بعد ذلك أستاذاً لمادتين أخريين.
كنت مكبلة بأغلال جحيميه، تجرني إلى جمر يلسعني بصمت، تارةً أقع في إحباط الواقع، وتارةً أداوي نفسي بمسكنات ومهدئات ربانية، تجعلني على يقين بأن حقي الأدبي لن يضيع، وأن اختياري للموضوع سيبقى مميزاً، لذا صوبت تركيزي الكامل نحو الرسالة، وبدأت أعمل وأجتهد عليها.
قسمت رسالتي إلى بابين، الباب الأول مكون من فصلين، الفصل الاول عن الكاتب “إدوارد بوند” والثاني عن الاغتراب، أما الباب الثاني، فكان ثلاثة فصول، كل فصل يتناول مسرحية من المسرحيات الثلاث.
بحثت عن حياة الكاتب، وتأثره بالعنف والحرب العالمية الثانية، وفلسفته وآرائه، وانعكاسها في كتاباته المسرحية، وعن الاغتراب تعريفه، وأنواعه، والفلاسفة الذين تناولوا موضوع الاغتراب، مسرحية (أُنقذ) كانت جريئة في الطرح بما فيها من عنف تجاه الأطفال، والعلاقات بين الشخصيات، التي تحمل سمة الغرابة، وكانت ثاني مسرحية كتبها بوند، وأثرَّت كثيراً في إلغاء الرقابة في بريطانيا، وكانت المسرحية الثانية (لير) مقتبسة عن الملك لير لشكسبير، ولكن مختلفة عنها كثيراً في علاقة الشخصيات، والثيمة، والأحداث، غلب فيها حب السلطة، وانقلاب الشخصيات، وتحولها من ملائكة إلى وحوش ضارية من أجل تاج وكرسي، أما الثالثة (الصرة) فتتناول الاغتراب السياسي الاقتصادي في نظم إقطاعية اضطهادية، جعلت الشخصيات قساة القلب فيما بينهم، وانعكس ذلك، ليولد في داخلهم اغتراباً نفسياً اجتماعياً.
كانت المسرحيات الثلاث، مختلفة كل الاختلاف عن بعضها البعض من الناحية الزمكانية، والأحداث، والأفكار، ولكن الثيمة البارزة بين تلك الثلاث، الاغتراب، الذي تعاني منه الشخصيات في المسرحية.
اليوم الذي لن أنساه
حين تحاور معي مجموعة حول رسالتي، كانت معظم الأسئلة التي طرحت عليَّ محرجة بالنسبة لي كفتاة، حيث دارت حول فكرة واحدة كنت قد كتبت عنها في ثلاث صفحات فقط ضمن بحث مكون من 110 صفحة، تلك الفكرة كانت قائمة على الاغتراب عبر العلاقات الحميمية، مما أربكني طوال الحوار، خاصة حين طال الحوار بشأن تلك الصفحات فقط، مما قلل من شأن وقيمة بحثي، الذي بذلت فيه جهداً كبيراً خلال شهور عديدة، فبدأت أشعر بعدم الارتياح للمكان وللحوار ذاته، بالطبع كانت هناك بعض الملاحظات الموضوعية، التي أخذتها بعين الاعتبار، أما الملاحظات والأسئلة الأخرى، فكانت تجيب نفسها بنفسها، دون الحاجة لمناقشتي بشأنها.
أمر صادم
في نهاية هذه الرحلة الأمتع إلى قلبي بما فيها من مصاعب وعقبات، وصلت إلى التخرج، حيث آخر وجهة في دراستي للحصول على شهادة البكالوريوس، وظهرت النتائج، فكانت جميع درجاتي الدراسية في جميع المواد ما بين الامتياز والجيد جداً، أما الأمر الصادم لي فهو الرسالة، التي كانت محور سنتي الرابعة وجُلَّ اهتمامي، ومَصَبَّ تركيزي عليها، فقد أعطيت عليها درجة (جيد)، لربما تلك الصفحات الثلاث في بحثي هي ما تم تقييمي عليها فقط، ولكن القدرة الإلهية هي الأعظم على الاطلاق، وأنا على يقين بأن تعبي ومجهودي لن يضيع هباءً منثوراً، وإن لم ينصفني بعض البشر، فهناك الحكم العدل جلَّ شأنه، الذي سينصفني يوماً ما.
في نهاية الرحلة
تلك كانت رحلتي التي رافقني بها عدد من الأسماء، التي كانت تواسي أحزاني بكلمات، أو أفعال تثلج قلبي، وتخفف من حدة شعوري، لذا سأكتب شكر رسالتي هنا في هذا المقال، ليكون الشكر والعرفان في بحث رسالتي، ليس مركوناً على أرفف مكتبة المعهد فحسب، بل متداول على وسائل التواصل الاجتماعي، وبعد استلامي للشهادة، ليكون شكراً صادقاً، أعبر من خلاله عن امتناني لكل من ترك أثراً إيجابياً بداخلي، في خضم المصاعب، وكان له فضل في نمو ثمرة جهدي.
شكرا لكم
الدكتورة سعداء الدعاس: التي منها انطلقت، وأبدعت، وبسطت أجنحتي، وحلَّقت: “لم تضعي يوماً حدوداً لآرائنا، شكراً لأنك كنتِ تدفعينني إلى الأمام، ودعيني أصارحك اليوم، بأنك كنت المساهم الأول في كل تجربة جديدة لي منذ دخولي للمعهد، ودفعي لكتابة أول مقال نشر لي، وفي أول مسرحية قد مثلت بها، وفي أول كتاب كان يحمل بين ثنايا أوراقه أفكاري وآرائي، وأقصد به الكتاب الذي قمت بطباعته مشكورة لعرض آرائنا، وهو ” لمن يقف خلف الباب”.
في كل عمل إبداعي أشارك به كانت د. سعداء تقف في الخلف، لتدفعني به إلى الأمام، فشكراً لدفعك لي، ولإيمانك التام بي، ومهما كتبت من كلمات شكر لن أكتفي بشكري لك على نعمة وجودك في حياتي، ممتنة حقاً للقدر الإلهي الذي جمعني بك.
أستاذ علاء الجابر: شكراً لمعايشتك لقصصنا طوال السنوات الأربع التي مضت، شكراً لاستماعك لي، ولنصائحك الجميلة التي كانت دائماً تسعدني.
الدكتور علي العنزي: رغم رغبتي الكاملة وأمنيتي المستمرة التي كانت تدفعني دائماً إلى الدعاء أن تكون مشرفا على رسالتي، إلا أنه كان مؤلماً لي عدم حدوث هذا الأمر، ولكن شكراً لك فقد كنت دائماً عقلاني في قراراتك، وفي حكمتك، التي كانت تثير الهدوء في داخلي كلما كنت انفعالية في تصرفاتي، شكراً لإعادتي لرشدي، وشكرا لمساعدتك لي، ولعونك وإيمانك بي.
الدكتور خالد رمضان: حزنت كثيراً على تقاعدك من المعهد في سنتي الدراسية الأخيرة، فكنت على أمل أن تقوم بتدريسي مرة أخرى، فمحاضراتك كانت جميلة ومثمرة، شكراً لاستضافتك لي في رابطة الأدباء، كلما بحثت عن مكان أدرس فيه بسكون، شكراً لمناقشتك لي في بحثي، ولمساعدتي في مراجع رسالتي.
صديقتي منيرة العبد الجادر: رغم الصعاب التي كنا نمر بها إلى أننا كنا معاً ليلاً ونهاراً، نواسي بعضنا البعض، وتنصح كل منا الأخرى، نعمل معاً، ونخفف حدة متاعبنا معاً، لم أذكر يوما قد تتركيني فيه وحدي، كنت تلازمينني كلما شعرت بالضيق أو الفرح، شكراً لوجودك في جميع الأوقات، شكراً لصدقك ولكونك نعم الرفيق وقت الفرح، ووقت الشدة، ماذا يمكنني القول عن نقاء وصفاء قد جمعا في قلب وعقل إنسانة، لا يدرك جمالهما إلا من خالطها وعايشها.
أمي وأبي العزيزان: شكراً لإصغائكما المستمر لتذمري طوال رحلتي تلك، شكراً على صبركما عليَّ، وتحملكما لثرثرتي، التي كانت لا تتوقف إلا بعد توبيخ مليء بالحب، شكراً أمي على حرصك على راحتي، شكراً أبي على مساعدتك الدائمة لي حتى في تدقيقك لرسالتي، الذي عملت عليه يوماً كاملاً تاركاً أعمالك، وأشغالك الخاصة، لتقابل فيه رسالتي، شكراً لكما، وممتنة لدعمكما الدائم لي.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
★ خريجة قسم النقد والأدب المسرحي ــ الكويــت