سارة عمرو: الأعمال الدينية.. والسير على سلك مشدود؟!
رسالة الأمام .. اعتراضات وضغوطات!
سارة عمرو★
يمكن لبعض المفاهيم أن تسيطر على العقل، مع امتزاجها ببيئة محيطة، تربى بها، فيخلق هذا المزيج شخصاً أحادي التلقي والفعل، فيترتب على ذلك اتجاهات سلبية، يراها البعض إيجابية تطوف في أنحاء المجتمع، وتلك التركيبة تكون في الغالب، وليدة لمجموعة مختلفة من الخطابات، التي تسيطر بشكل ما على سير المجتمع، وأبرز مثال على ذلك هو الخطاب الديني، ولا أعني بقولي هذا أن الخطاب الديني هو شيء سلبي، بل هو اتجاه فطري، لأن الدين ممزوج بكافة نواحي الحياة، وإنما يُصبح سلبياً، لو كان موجهاً عن عمد بقصد السيطرة، من أجل خلق اتجاه مُتحيز من خلال عقول الناس، وهذا الفعل لا يخلو من المجتمعات العربية، ويترتب عليه بشكل مؤسف، خلق أفراد بميول انحيازية على أتم استعداد بالتسليم لما يتماشى مع أفكارهم، دون الحكم بأنفسهم، متخذين من دافعهم مرشداً.
فيلم الرسالة وأسباب المنع!
في عام ١٩٧٦م عرض لأول مرة فيلم (الرسالة) من إنتاج وإخراج الراحل مصطفى العقاد، وهو فيلم نعرفه جميعاً، برغم ان الدول العربية قد منعت عرضه وعارضته، وقد استقبلوه بهجوم شديد دون حتى أن يشاهدوه، الفيلم يحكي عن رسالة الرسول صلى الله عليه وسلم (الإسلام)، كيف بدأت، وكيف استقبلها الجميع، وكيف عارضوها وحاربوه، وكان الفيلم بمثابة سعي ذاتي من الراحل مصطفى العقاد، وحرباً ونهايته كذلك، فقد ظل أكثر من خمس سنوات، يبحث عن ممولين للفيلم بين الدول العربية، ليتم الموافقة على السيناريو من قبل الجهات الإسلامية في مصر و السعودية، وبرغم موافقة الأزهر، إلا أنهم عارضوه فيما بعد، ولم يعرض في مصر، واللجنة الإسلامية في السعودية بحسب ما قاله العقاد رفضت حتى قراءة السيناريو، لأنهم ظنوا فور رؤيتهم للممثل أنطوني كوين أنه سيُجسد دور الرسول صلى الله عليه وسلم، وأن الفيلم إنتاج جهات أمريكية، فكيف سيتناولون قضية حساسة مثل تلك؟
في الحقيقة لو كانوا اطلعوا على السيناريو الخاص بالفيلم، لعرفوا أن الفيلم نسختان نسخة عربية وبطلها الفنان الكبير عبدالله غيث في دور حمزة بن عبد المطلب، عم الرسول صلى الله عليه وسلم، ونسخة إنجليزية بطلها هو أنطوني كوين، ويجسد دور حمزة أيضاً، وأن المخرج لم يجسد الرسول صلى الله عليه وسلم، وكل ما فعله هو جعل الممثلين ينظرون للكاميرا أثناء توجيه أي حديث للرسول صلى الله عليه وسلم، بل وجعل الممثلين يكررون ما يقول على لسانهم حتى لا يُجسد صوته، فكل ما كان يحتاجه الأمر هو بعض التحقق، والتأكد ليس إلا، برغم ذلك لاقى الفيلم هجوماً شديداً من العرب والمسلمين داخل و خارج الوطن العربي، لأنهم يرون أن الفيلم يمثل إساءة للإسلام، وللرسول صلى الله عليه وسلم، وكل تلك الأفكار، التي استعانوا بها كتبرير للهجوم، نابعة من رؤية غير متكاملة لديهم، فهم لم يشاهدوا الفيلم من الأساس…بل إن الأمر قد وصل لاغتيال المخرج مصطفى العقاد سنة (2005) من قبل الجماعات الإرهابية، حيث فجروا الفندق الذي كان يحضر فيه حفل زفاف لأحد أصدقائه بفندق جراند حياة عَمَّان بالأردن، بصحبة ابنته ريما، التي كانت قد حضرت للتو من بيروت، مما أدى لوفاة ابنته فوراً، ولحاقه هو بها بعد يومين.
حتى العنوان يغضبهم!
صناع الأعمال الدينية غالبا يصبحون كمن يسير على سلك مشدود، فما حدث كردة فعل على فيلم (الرسالة) برغم أنه قديم قليلاً، يتكرر في كل مرة يخرج فيها عمل ديني، ليشاهده الناس في الوطن العربي والعالم الإسلامي، بغض النظر عن فكرة تقبل العمل، أو جودته من عدمها، إلا أن الفكرة الأساسية التي نناقشها هنا، لماذا يغضب الناس فور معرفتهم بأعمال درامية دينية؟
فعلى سبيل المثال عند صدور إعلان عن فيلم (الرسالة) كان اسمه (محمد رسول الله)، مما أثار غضباً شديداً لدى الناس، فتغير اسمه فيما بعد لـ (الرسالة)، وهذا ما يشابه مسلسل رسالة الإمام…فهو أحد مسلسلات رمضان، التي تُعرض هذا العام بطولة الفنان خالد النبوي ونخبة من الفنانين…وهو من إخراج السوري الليث حجو، ومن تأليف محمد هشام عبية، وهو مسلسل يحكي عن الإمام الشافعي آخر سنوات في حياته…فور الإعلان عن المسلسل كان باسم (الإمام الشافعي) فثار الناس، وغضبوا أيضاً فور سماعهم العنوان، فتم تغيره إلى (رسالة الإمام)، وهو ما يُثير تساؤلات حول ردود الأفعال مجدداً…لماذا؟
عند قراءة الناس لعنوان مسلسل (الإمام الشافعي) تنوعت ردود الأفعال ما بين أُناس يرفضون مسلسل الإمام الشافعي، لأنه سبق أن تم إنتاج مسلسل عنه سنة (2007) كتبه الدكتور بهاء الدين إبراهيم، وأخرجه شيرين قاسم، وقام فيه الفنان إيمان البحر درويش بدور الإمام الشافعي، والبعض حكموا على المسلسل بالفشل لمجرد أنه ديني، وأن صناع السنيما والدراما غير قادرين على صنع أعمال دينية، لأنهم يدالسوها، وآخرون أخذوا يعيبون على اختيار خالد النبوي كممثل لهذا الدور، بحجة أنه يُمثل أدواراً فاسدة، ولا يليق أن يجسد هذا الدور، وأنه يُضيع هيبة الإمام، وتعليق كهذا يُحيلنا لفكرة حكم الجمهور بالقيمة على العمل بشكل عام، والممثلين بشكل خاص، واقتناعهم أن شخصية ممثل ما، هي نفس أحد أدواره التي قدمها، في الحقيقة بغض النظر عن مدى كونها شريرة، أو فاسدة، أو حتى طيبة، فهذا يعني أن الهدف من العمل الفني، لم يصل لك كمتلقٍ، وإنما قد وصل إليك فقط الشكل الظاهري، لذلك يكون حكمك بناء على عواطفك، التي تدفعها اتجاهاتك الفكرية، أكثر منه منطقية الأمور.
رفض قبل العرض!
اندفاع الناس الشديد بالغضب تجاه المسلسل، خلق لديهم حالة من الرفض التام، حتى للتحقق منه أو مشاهدته، ومحاولة البحث عن أي شيء يُعاب عليه، فمثلاً انتشرت صورة لخالد النبوي في ملابس الإمام، وهو يرتدي النظارات ويقرأ من ورق أبيض، من المفترض أن بجانبه أحد أفراد فريق العمل، وقد قصَّ أحدهم هذا الجزء، ونشر الصورة باعتبار أنها لقطة في المسلسل، وكيف له أن يرتدي نظارات في حقبة زمنية كتلك؟ والغريب أن الناس ثاروا على ذلك دون التحقق من مصداقية الأمر، وهو ما يُحيلنا لفكرة تسليم الناس لما يروه فوراً، دون التحقق.
حكاية الأمام الشافعي
الإمام محمد بن إدريس الشافعي هو أحد الأئمة الأربعة…ولد عام ١٥٠هـجرية، ونسبه شريف، يلتقي مع النبي صلى الله عليه وسلم في عبد مناف، وهو الجد الثالث للنبي صلى الله عليه وسلم، ولد الشافعي في اسرة فقيرة، وقد توفى والده في صغره، فحرصت والدته على تعليمه، وحرصت على الرحيل لمكة، لكي لا يضيع نسبه، يكبر الإمام الشافعي، وهو يكرس حياته، لتلقي العلم فقد كان مجتهداً كثيراً ومتواضعاً، تتجسد فيه كل الخصال الحميدة…كان شديد الفصاحة، وشاعراً، وكان له الفضل في أنه أول من صنَّف في علم أصول الفقه، علاوة على أنه وضع فقهاً جديداً، إلى جانب الفقه المالكي، والفقه الحنفي، وهو محور مسلسل رسالة الإمام.
تهم بالجملة!
مسلسل (رسالة الإمام) الذي أثار جدلاً كبيراً بين رواد مواقع التواصل الِاجتماعي والشيوخ على نطاق أوسع، اِتهم صنَّاع العمل بأنهم يسعون لهدم الثوابت الدينية في الإسلام، وأنهم يشوهون الإمام الشافعي، والكثير من التهم، التي وجهت لهم بسبب هذا العمل، يعد مسلسل (رسالة الإمام) تجسيداً للإمام الشافعي بصفاته، وفقهه، وليس سيرة ذاتية في نظري كما صنف، فالسيرة الذاتية تكون مُحاكاة للحقيقة دون إضافات، تغير من القصة، لكن في مسلسل الإمام قد وضع الكاتب شخصية الإمام بصفاته وعلمه الديني وفقهه، كما الحقيقة داخل بيئة نصفها يُحاكي ما قد عاصره الإمام، والآخر هو من وحي خيال المؤلف في إطار تاريخي، ومن الممكن أن يكون هذا أحد الأسباب التي أغضبت الناس تجاه المسلسل، لأنهم رأوا أنه لا يصح تجسيد الإمام في بيئة تخيلية، وقد وصفوا هذا الفعل، بأنه تحريف في الدين، برغم أنه لم يمس العقيدة الإسلامية بسوء، وكون تجسيده لشخصية الإمام في بيئة شبه مُتخيلة، لا يُسئ للإسلام ولا لشخصية الإمام، لأنه لم يغير من حقائق تاريخية مثبتة، باستثناء موقف واحد، وهو ما أراه غريباً بعض الشيء في المسلسل، وهو لجوء الإمام الشافعي لراهب ليُعالج زوجته أثناء رحلتهم إلى مصر، فالإمام الشافعي برغم حُبه للجميع، وعدم مُعاداته لأي شخص خارج الإسلام، إلا أنه عُرِفَ عنه معرفته بالطب والتشريح، وكان يقول: ”العلم علمان: علم الدين وعلم الدنيا، فالعلم الذي للدين هو الفقه، والعلم الذي للدنيا هو الطب…ولا أعلم بعد الحلال والحرام أنبل من الطب، إلاَّ أنّ أهل الكتاب قد غلبونا عليه.
ما المبرر الدرامي خلف هذا المشهد؟
رأى البعض أن هذا المشهد هو افتراء على الإمام الشافعي رحمة الله عليه، بل هول البعض الموقف، و وصفوه بأنه يتلاعب في الدين، ويخالف شرع الله في ما يجسده، وبرغم وجهة نظري في غرابة هذا المشهد، إلا أنه لم يهدم أياً من ثوابت الدين، ولم يسيء بشكل ما للإسلام، ولا للإمام وإنما أراد إظهار الوحدة الدينية، كتمهيد لما يُقدمه متخذاً من الخيال مبرراً، لأن هذا عمل درامي قد يشمل جميع الِاتجاهات، وقد يمزج ما بين الواقع و الخيال أحياناً.
يعد المسلسل ببساطة لوحة تاريخية، يتجسد فيها الإمام الشافعي كرمز للفقه، والعلم، والصفات الحميدة، وليس سيرة ذاتية تحاكي حياته بشكل متطابق، وقد ظهر ذلك من خلال عدة اختلافات في المسلسل، فمثلاً وصل الإمام الشافعي لمصر لشيئين الأول أن واليها كان العباس بن عبد الله، وهو يعد قريباً للشافعي، فنسبه من أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، وكان الوالي معطاء له، وسعى لإكرامه، والسبب الآخر أنه كان يريد البحث عن علم الإمام الليث بن سعد، والإلمام بمنهجه الذي أضاعه أصحابه ولم يحافظوا عليه، أما في المسلسل فقد دخل الإمام مصر مع قافلة ابن الوالي الذي يكرهه، ويضمر له الشر على مدار أحداث المسلسل، فيضيف المؤلف خطاً درامياً سياسياً، يشمل ابن الوالي، ورغبته في تولية الشافعي قضاء مصر، ليسيطر عليه مستغلاً محبته في قلوب الناس، لكن الشافعي يرفض ذلك، لأنه لا يريد أن يمتزج بالسياسة، أو يكون رجلاً للسلطة، فهو إمام وفقيه له مكانته عند الناس، ويخاف أن يخالف بذلك حسن ظنهم.
كيف وحد الشافعي قلوب الناس؟
الإمام الشافعي عند دخوله لمصر لم يكترث له الأئمة، ورجال الدين والعلماء، ولا حتى الشعب، لكن بالتدريج عرفه الناس، وأحبوه كثيراً، وقد جاء الشافعي لمصر، وكانت منقسمة لنصفين نصف على المذهب المالكي، والآخر على المذهب الحنفي، ولكن الشافعي استطاع أن يجمع قلوب الناس، ويوحدهم على مذهبه.
في المسلسل يحتفي كل الأئمة بالشافعي ، ويكرمونه ويهتمون له ولمكانته، وبعضهم يضمر له المكائد في الخفاء، نرى أيضاً في المسلسل، رحلته في تجميع منهج الإمام الليث، وكتابته على جلود الحيوانات، عند قدومه لمصر، وذكره بأنه قد جاء ليجمع إرث الإمام الليث، شكل هذا إيحاءاً للمشاهد، بأن الأحداث كلها ستدور حول ذلك، لكن كانت مفاجأة في الحلقة العاشرة، بأنه قد انتهى من تجميع الإرث، وكتب نهج الإمام في كتاب جمعه، ووضعه في المسجد، وكان هذا بمثابه تشويق في ظل المكائد، التي يتعرض لها الشافعي، وأنه سينخرط في نهاية الحلقات في صراع مع السياسة، خصوصاً وأن الخط السياسي الدرامي المتخيل يشمل انقلاباً من الشرطة على ابن الوالي لسخطهم عليه، وهو ما يظهر من خلال تخطيطهم السِّري بقيادة السُّري قائد الشرطة المصرية في الفُسطاط، كما أن المؤلف قد وضعنا على خط النار، برسمه لثأر الأحواف لمقتل أحد أفرادهم على يد شرطة ابن الوالي، فنظل ننتظر نهاية الصراع السياسي، الذي وقع فيه الإمام مع السُلطة من جهة، ومع الأئمة الذين يضمرون له الشر من جهة أُخرى، ومع انتقام الأحواف من جهة ثالثة في الحلقات القادمة.
كما أن المؤلف أضاف خطاً ثالثاً بجانب كل ذلك، ليكسر من حدة الأحداث بأحداث شاعرية، وهو الخط الخاص بقصة حب عمرو وهند، التي يزوجها خالها كما يريد، ويستمر برفض عمرو، الذي لا ييأس من طلبه، وهو خط يعرض لنا الإخلاص، والحب العفيف، في زمن نفتقده.
هل نجح الليث حجو في الاختبار؟
أبدع الليث حجو في الإخراج ، فقد تنوعت لقطاته ما بين اللقطات الواسعة، والبعيدة، واللقطات القريبة، والسُفلية تعرض لنا مختلف الجوانب للشخصيات والبيئة المُحيطة بها، وقد ركز حجو على جعل الكادرات مصبوغة بالطابع الصحراوي رمزية للعرب، وللحقبة الزمنية، التي تدور بها الأحداث، من خلال الألوان التي تنوعت ما بين الألوان الدافئة، والأحادية، وقد ظهرت لنا اللقطات في المشاهد، وكأنها لوحات مرسومة بألوان الزيت من العصور القديمة، وهو ما يستحضر الحالة التاريخية للعمل لدى نفس المشاهد، ليعيش مع أجواء المسلسل لحظات ممزوجة بالتاريخ والدين والفن.
نجح الليث حجو في إبراز الإمام الشافعي في كل مشاهده، من خلال تمييزه عن أي جماعة، أو شخص في الكادر، فمثلاً في بعض المشاهد التي يجتمع فيها الشافعي مع أئمة مصر، يكون هو مرتدياً ملابس بيضاء والجميع يرتدي ملابس غامقة، ليبرز الشافعي بأفكاره وصفاته الحسنة، محاولاً إظهار أفكاره الدينية، والعلم الذي يسعى للحفاظ عليه وتوريثه، كما أن تميزه شيء أساسي، لأنه الشخصية الأساسية في المسلسل، وهو أيضاً يتناول أهم قضية فيه، وهي العلم وقدسيته.
كان للملابس والمكياج دور كبير في تكوين لوحات المسلسل، فكانت الملابس مُحاكاة لذلك العصر، بل كانت شديدة الإتقان، كذلك هي تساهم في خلق الحالة التاريخية الدينية في ذهن المشاهد.
أخطاء المسلسل
برغم براعة الإخراج إلا أن المسلسل لم يخلُ من الأخطاء، التي أعتبرها البعض كارثية فمثلاً، هناك أبيات شعر يرددها الشافعي في مشهد مع زوجته
(وتضيقُ دُنيانا فنحسَبُ أنَّنا سنموُت يأسًا أو نَموت نَحيبا
وإذا بلُطفِ الله يَهطُلُ فجأةً يُربي منَ اليَبَسِ الفُتاتِ قلوباً)
وتلك الأبيات ليست للشافعي في الأصل، بل هي أبيات لشاعر سوري معاصر يُدعى (حُذيفة العرجي) وهو من غرد على تويتر بذلك، لنتفاجأ أن الأبيات منسوبة في المسلسل للشافعي!
أمر آخر، وهو ما أعتبره البعض خطأ في المسلسل وهو اللغة، اللغة العربية في المسلسل هي لغة سهلة، وليست اللغة التي كان العرب يتحدثون بها قديماً، بل إن البعض غضب، لأن الشافعي كان قرشياً شديد الفصاحة والبلاغة، كما أن اللغة المحكية في المسلسل مليئة بالأخطاء النحوية، التي أشار إليها أساتذة اللغويات، ولكن أرى أن استخدامه للغة العربية السهلة، هو بهدف سهولة فهم الجمهور لما يُقال، فلو كان المسلسل بلغة عربية أصعب من ذلك، لكان استعصى على الجمهور فهمها، كما أن البعض عاب على فكرة حديث المصريين اللهجة العامية، وأن العامية لم تكن قد ظهرت بعد في تلك الفترة الزمنية، ولكنني أرى أن لجوء المؤلف للهجة العامية لنفس ذات السبب لاستخدامه اللغة العربية السهلة، وهو ليسهل على الجمهور فهمها دون صعوبة، أو شرح لما يحدث.
ـــــــــــــــــــــــــ
★ كاتبــة ــ مصــر