مشاركات شبابية

يوسف العصفور: اِثنتا عشرة شخصية تبحث عن مؤلف في الكويت

يوسف جمال العصفور★

من السهل طرح موضوع كوميدي، لكن من الصعب خلق مشاهد كوميدية قائمة على الِارتجال، من خلال أفكار يطرحها الجمهور، لكي يتم تمثيلها، وهذا ما يفعله نادي الكويت للكوميديا، بقيادة الفنان أحمد الشمري (الستاند آب كوميدي) المعروف، حيث يقدم عرضاً مرتجلاً بالكامل، قائماً على أفكار الجمهور.

قد يتقبل الجمهور في الكويت المسرح بجميع أشكاله ومدارسه، لكن من الصعب أن يتقبل هذا النوع من الفنون، خاصة الذي يعتمد على الِارتجال، كما حدث في عروض نادي الكويت للكوميديا، على الرغم أن هذا النوع، توفرت به جميع عناصر العرض، حيث هناك مكان ومملثون وجمهور.

تنوعت فقرات هذه العروض، فتبدأ بفقرة قائمة على خلق مشهد بين شخصين حيث يقوم شخص ثالث بذكر كلمة “تبديل” بالإنجليزية، فيقوم الشخصان بتغيير الحوار، بناء على تحديد النوع المسرحي، مثل التراجيدي، أو الرعب، أو الأطفال، وجميعها يختارها الجمهور.

من الفقرات المميزة في العرض، فقرة توزيع الأوراق على الجمهور، لكي يتم كتابة جملة، بحيث يتم خلق مشهد اجتماعي، أو عائلي، عبر الحوار، وبناء على الجمل التي كتبها الجمهور، يتم استكمال المشهد.

إحدى أهم الفقرات، تلك التي يتم فيها تعليق جميع أعضاء النادي، على جمل يكتبها الجمهور بطريقة كوميدية وهزلية بعض الشيء، وفي ختام العرض يتم تقديم فقرة “الغائب” حيث يتم إخراج أحد أعضاء النادي، ويتم الِاتفاق مع الجمهور على مشهد كوميدي، وغير منطقي إلى حد ما، وعندما يتم إدخال الشخص الذي خرج، يقوم بتخمين أسباب غيابه، بناء على المشهد المتفق عليه من خلال شخصين يقومان بتمثيل أسباب غيابه، أو تأخره تمثيلاً صامتاً، وفي حال خمن المشهد الصحيح، يقوم الجمهور بالتصفيق والتشجيع.

رغم أن هذه العروض قائمة على التفاعل، إلا أن قلة عدد الجمهور، لا تعني تدني مستوى العروض، بل تعتمد على نوعية الجمهور، ومدى تقبله للمشاركة.

من اللافت للنظر أن هذه العروض، استمرت لأكثر من ثمانية مواسم متتالية بشكل أسبوعي، وقد تم طلب هذه العروض في الخارج، من بعض دول الخليج والوطن العربي، وهذا مبرر يدفع الجمهور للحضور، والمشاركة في هذه العروض.

لفتة جميلة من هذا النادي ورئيسه أحمد الشمري بتقديم عروض كوميدية بالمجان، تخرجنا من واقع الحياة المرير بشكل أسبوعي، فأتمنى من الجمهور أن يلتفت إلى هذه العروض، التي يصنعها أعضاء النادي المكّون من اثني عشر فناناً، وهم: أحمد الشمري، أحمد بوسيف، أحمد الرشيدي، أحمد العبدالرزاق، عبدالهادي حسين، عبدالوهاب حسين، داليا صالح، عبدالرحمن بوفتين، حمد الشريعان، سيد محمد الموسوي، جاسم البلوشي، وسيم كنعان، ليعيش معهم تجربة الِارتجال، بِاثنتي عشرة شخصية تبحث عن مؤلف.

صور المقال بعدسة: يوسف العوضي

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

★ ناقد فني ــ الكويــت

مقالات متعلقة

زر الذهاب إلى الأعلى