مسرحمشاركات شبابية

محسن النجدي: “آدم وحواء” وروح المسرح الحسيني

محسن النجدي★

بسلاح العلم نهضت الأمم، وعلى نهج الصالحين والطيبين أزهرت، هذا ما عكسه عرض “آدم وحواء”، للمؤلف والمخرج الكويتي محمد الجزاف، الذي قدم في مسرح مكتبة الرسول الأعظم في الكويت، حيث قدم مفهومه للعلم من خلال رؤيته التي أكدت على أن الإنسان بلا علم لن يدرك ذاته، ولن يتطور بالشكل الصحيح.

عرض آدم وحواء

على هذا النحو بدأت الأحداث في اللوحة الأولى، من خلال شخصية تصور السيد (الباقر) الذي عُرف بما أوتي من علوم الدنيا، بحيث كان يرى الإنسان الصالح بقلبه وبصيرته لا بصره، واستعرض المخرج الصراع الدائر بين العلم والجهل من وجهة نظر الأديان السماوية، للوصول إلى حقيقة أن النفس البشرية الصالحة، تتخلص من شرورها، لتعود لنقائها الذي جبلت عليه.

سارت الأحداث دون تسلسل، بحيث طرح المخرج رؤيته عن طريق الفلاش باك، اِنطلق من البدايات الأولى للخلق، حين خلق الله سيدنا آدم وسيدتنا حواء، وأنعم عليهما بنعمه وعلمه، لكنهما خضعا لغواية الشيطان.

عرض آدم وحواء

وبعدها انتقل المخرج إلى لوحة جديدة، تناولت العلاقة بين قابيل وهابيل، حين بين فيها المفهوم المشترك مابين اللوحة الأولى والثانية، وهو العلم الذي جعل الله للإنسان نهجاً يتبعه، فكيف له أن يغرسه في الأرض.

وبذلك كان الصراع بين قابيل وهابيل أهم ملامح هذه الأفكار، التي تناولها الكاتب والمخرج، ليعزز مفاهيمه ما بين العلم والجهل، أو ما بين الخير والشر.  فالأَخَوَان كان بينهما الشيطان، وبهذا تحولا إلى خصمين، لاسيما بأن هابيل لم يكن عدواً لأخيه قابيل، لإيمانه بمعنى الأُخُوَّة، وإنما عدو لشيطان أخيه، فأصبح هابيل ضحية بيد أخيه.

عرض آدم وحواء

من ناحية أخرى نلاحظ في العرض اعتماد المخرج على مفهوم التطهير، الذي تجسد عبر فكرة التضحية بالنفس في سبيل التقرب إلى الرب، وقد أجاد الكاتب والمخرج بكسر الجدار الرابع للمسرحية، ومشاركة الجمهور للعرض المسرحي.

أما النهاية فلن تكون مؤثرة إلا بملحمة تقشعر لها الأبدان، وهي واقعة كربلاء باستشهاد الحسين بن علي بن أبي طالب بصورة قد توضح فيها وتجمع فيها كل المفاهيم التي ذكرت مسبقاً، كانت ملحمة إنسانية، تؤكد وتُثبت قيمة التضيحة بالنفس من أجل بقاء الدين، وكذلك بينت فيها النفس الطاهرة من أي دنس.

ــــــــــــــــــــــــ

★ ناقد فني ــ الكويــت

مقالات متعلقة

زر الذهاب إلى الأعلى