أخبار ومتابعات

علاء الجابر : “سموحة”.. فراقك موجع صديقتي الغالية!


علاء الجابر
كيف سيكون شكل القاهرة، دون أن تكوني فيها يا سميحة!؟
كيف سأسير في شارع (أبوالفدا)في الزمالك دون أن أصعد بنايتك، وأجلس معك لنحتسيَ القهوةمعاً!؟
كيف سأضع قدمَيَّ في مطار القاهرة، دون أن أقول “سموحة أنا وصلت”… فتردينَ  عليَّ بصوتك العذب الحنون: “لو معدتش عليّ بكرة مش هكلمك أبداً”
كيف سيأتي يوم توزيع جائزتي، دون أن يكون تحت رعايتك!
هل تصدقين يا سميحة أن عشرات الرسائل والاتصالات قد انهالت عليَّ اليوم تعزيني بوفاتك، وكأنهم يعزونني بفرد من أسرتي، لأنهم يعرفون تماماً مدى ارتباطي بك ومحبتي لك، وفي المقابل يُدركون محبتك لي، تلك التي جاءت على لسانك في محافل كثيرة، ومن خلال تلبيتك لأي دعوة تعنيني

في حفل توزيع جائزة علاء الجابر للإبداع المسرحي برعاية الراحلة سميحة أيوب.

“سموحة”.. كما تعودت أن أناديكِ.. ما أوجع فقدك.. فكثيرة هي الذكريات التي جمعتنا معاً.. بتفاصيلها الإنسانية، ومحطاتها المتشعبة ،كثيرة هي الحكايات التي  كنت أحبُ  الاستماع إليها منكِ، في ظل يقيني الكامل بأنك لم تبوحي للكثيرين بها، بل لعلك لم تبوحي ببعضها من قبل، لكنك تسردينها على مسامعي بسلاسة، ودون تحفظ.
سألتك مرة باستغراب: ألم تفكري أنني قد أبوح بهذا السر أو ذاك، أو أكتب يوماً ما ذكرتِ لي من أحداث وشخوص، رددتِ عليَّ حينها بجواب ألجمني: “أتعتقد أنني بعد كل هذا العمر لا أعرف من يستحق أن أبوح له بأسراري… لقد عرفتك منذ سنوات طويلة، وأعتقد بأنني أعرف كيف أزِنُ الناس”.
تلك الثقة التي خصصتني بها، والمحبة التي غمرتني بها.. تعدتني حتى وصلت لزوجتي سعداء ولولدينا ، اللذين أحببتهما كما أحباك ، وكنت تصرين على أن نزورك في بيتك كلما وصلنا مصر، بل كنت تتضايقين  مني حين أكون في القاهرة وحدي، أو معهم دون أن نزورك.

في ضيافة الغالية سميحة أيوب.

وأعتقد أننا من المحظوظين الذين تمتعوا بطعام من صنع يديك الكريمتين، وهو أمر يدل على تقدير ومحبة كبيرة لي ولأسرتي، حينها كتبت سعداء مقالتها الشهيرة في هذا الشأن: “أن تأكل من يد سميحة أيوب”، وحين أرسلنا المقال لك، أذكر كيف فرحتِ؛ لأنها تحدثت عن جانب أسري حميمي في علاقتنا معك يتعدى الإعجاب الفني، وهذا ما كان يحدث بيننا ولسنوات طويلة، حين كان التواصل بيني وبينك كتواصل بين ابن ووالدته، لا بين فنانة ومعجب، وهذا ما كنت تحبينه  في العلاقة التي جمعتنا لسنوات طويلة، بحيث أنني ولمرات كثيرة أنسى أن ألتقط صوراً معك في المنزل،لأني أعتبرها زيارة لفرد من عائلتي، ولذلك ظلت الصور التي تجمعنا في البيت قليلة قياساً بكثرة لقاءاتنا.
محبتي لك وارتباطي بك، اِمتد لابنك العزيز (سميّي) الدكتور علاء، الذي بات قريباً من القلب بعد عدد من اللقاءات العائلية به، وهكذا أصبحت مديرة أعمالك العزيزة “مشيرة”جزءاً من المقربين لقلبي، بسبب هذا التواصل الذي جمعنا ، لا في القاهرة فحسب، بل في عواصم عربية، كنت محظوظاً أن ألتقيك فيها.
“سموحة” الغالية.. يصعب عليَّ فراقك… ولا أعرف كيف ستكون زيارتي القادمة للقاهرة، دون اللقاء بك، لكني سأظل محصناً بالرضا بقضاء الله وقدره، وبالدعاء لك، وبسماع رسائلك الصوتية التي أحفظها في هاتفي، لتكون زادي كلما اشتقت إليكِ.

سأظل أتذكر دعمك ولطفك بامتنان وحب؛ حيث لم تردي لي طلباً يوماً ما منذ عرفتك، وكنت دائماً ترددين حين أشكرك على ذلك: ابني علاء وأنت علاء، ومعزتك من معزة علاء.. وهذا ما لمسته في كل السنوات الطوال التي عرفتك فيها.
فأشكر الله عَزَّ وَجَلَّ على أنني كنت محظوظاً بمعرفتك، وبأنه منحك حياة عامرة بالإنجازات ومحبة الناس، وجاء كرمه عَزَّ وَجَلَّ كبيراً حين اختارك لجواره في هذه الأيام المباركة، رحمك الله يا صديقتي وغاليتي، وأسكن روحك النقية جنان الخلد بإذنه تعالى.
“سموحة” الغالية كنتِ وستظلين دائماً في قلبي.. فما غاب هو جسدك ، لكن روحك البهية الطيبة الحنونة، ستظل دائماً في وجداني.


★رئيس التحرير.

مقالات متعلقة

زر الذهاب إلى الأعلى