أخبار ومتابعات

الدعاس والجابر في مهرجان الدوحة المسرحي معقبان على “كون سيىء السمعة” للرميحي، و”غرق” للبلم.

بدعوة من الروائي والمؤلف المسرحي عبدالرحيم الصديقي، مدير “مهرجان الدوحة المسرحي”، السابع والثلاثين، شارك كلا من رئيس تحرير ومدير تحرير مجلة نقدX  نقد، الكاتب والناقد علاء الجابر، والكاتبة والناقدة د. سعداء الدعاس، في الندوات النقدية الخاصة بالمهرجان.
حيث عقّبت الدعاس على عرض الافتتاح “كون سيىء السمعة”، للكاتب والمخرج المعروف حمد الرميحي، في حين عقب الجابر على العرض الثاني “غرق”، للممثل والكاتب الكبير طالب الدوس، والمخرج العائد بعد غياب  محمد البلم.

مسرحية كون سيىء السمعة

رأت الدعاس في تناولها لعرض” كون سيىء السمعة ” أن الطرح كان جريئا يدل على مساحة الحرية المتاحة في المسرح القطري ، حيث قدم العرض تعرية جريئة للنفس البشرية التي تحكمها إغراءات السلطة والمال، بالكثير من المباشرة في نقد المجتمع والسلطة، ولكن الحكاية  -من وجهة نظر الدعاس- قد شابها افتقادها للمنطق، حيث جاءت الأفعال بلا تبرير، بدءاً من سعي الملكة والملك للحصول بكل الطرق على الطفل الذي تقول عنه النبوءة بأنه سيأتي بالدمار للمملكة وستسيل بسببه دماء الشعب! كما أكدت الدعاس على عدم حاجة العرض للاستعراض الفانتازي، الذي لم يسهم في تطور الأحداث بل على العكس أثّر على تماسك الأحداث وعمل على تشتيت المتلقي، كما بينت ضرورة اهتمام المخرج بكل عنصر ودلالاته على الخشبة، وضربت مثالاً على ذلك، ما حدث من بعض شخصيات المسرحية في الأغنية الختامية، حيث كان معظم الشخصيات ترتدي العلم الفلسطيني، وكان من بينهم (الحرس) الذين كانوا يعذبون الشعب! بينما أشارت الدعاس إلى الجانب الجمالي الذي تحقق من خلال الشاشة والتي  نجحت في تنقل العرض بين المشاهد المتعددة بسهولة وانسيابية.

مسرحية غرق

من جانب آخر، عقّب الجابر على عرض “غرق”، متوقفاً في البداية عند عنوانه، الذي يشي بكل شيء قبل بدء العرض، حيث أكد الجابر أن اختيار العنوان لم يكن موفقاً كونه جاء كاشفاً للأحداث ونهايتها، كما أشار الجابر إلى ضيق مساحة اللعب الدرامي، حيث قال: “ما أوسع البحر، وما أضيق القارب، والمخرج اختار مساحته الضيقة، فضيق الخناق على الممثلين وعلى الجمهور على حد سواء، مما أدى إلى تقنين حركة الممثل وإمكانياته”.
كما توقف الجابر عند الحوار الشاعري الفلسفي الذي غلف العمل، فمن جانب أشاد بالحوار المليء بالشاعرية والحكمة، لكنه تمنى أن يكون منسجماً مع كل شخصية من حيث مستواها الاجتماعي والنفسي وبيئتها العامة، فلا يمكن أن تتشابه لغة المثقف مع البحار أو ربة البيت أو الطبيبة، على سبيل المثال، الأمر الذي بدا واضحاً من خلال (المونولوغ) الذي تناقلته الشخصيات على التوالي.
من ناحية أخرى، أشاد الجابر بعمل فريق الموج الذي أتقن تحريك الأمواج تحت قطعة القماش طوال العرض، رغم صعوبة المهمة، كما أشاد بانتقال حركة الممثلين على جانب المسرح من اليمين، وإن كان يتمنى لو لم يتم تكرارها لاحقاً على الجهة الأخرى من المسرح.
من الجدير بالذكر أن ندوات المهرجان قد تميزت بالنقاش والتفاعل من قبل حضور المهرجان، من أبرزهم الناقد فهد الباكر، المخرج جمال الصقر، المخرج عبدالناصر الزاير، عميد المعهد العالي للفنون المسرحية في مصر د. أيمن الشيوي، د. حسن رشيد، د. بهاء الشمري.
وقد أدار الندوات باقتدار وهدوء المذيع الشاب محمد الحمادي، وأشرفت عليها باتقان الأستاذة هبة لطفي، إضافة للحضور والمتابعة الدائمة لإدارة المهرجان الممثلة بالثنائي عبد الرحيم الصديقي وتيسير عبد الله.

عبد الرحيم الصديقي، تيسير عبد الله


مقالات متعلقة

زر الذهاب إلى الأعلى