سينما

ضحى السلاب: الموت في “جنة الشياطين” الخالدة.

ضحى السلاب ★

مهما كانت تجليات الحقيقه في النفس فستظل  كعالم هوائي ينتشر في كل جزء من الوعي نشعر بعدها بوخزة .. لذة.. انفتاح..  يصعب العدول عنها حيث تسير في الذات كرغبة يقاومها الإنسان على وجهتين.. الحياة و الموت جسدت وجهة الموت في فيلم ” جنة الشياطين”عام 1999، من تأليف مصطفي ذكري،وإخراج أسامة فوزي، ومن بطولة محمود حميدة، لبلبة، عمرو واكد ، كارولين خليل، سري النجار.

يحكي الفيلم عن طبل” محمود حميدة ” شخص قرر ترك اسرته الغنيه وحياته المرفهه   يبحث عن ذاته بموته مرتين ، المرة الأولى “موتًا نفسيًّا “كشيء من البراح و البوهيمية من بعد  مساحة محدودة وبعد الضيق، وحياة أشبه بالسجن مليئة بالتكلف والتصنع و الكراهية المتبادلة بينهم وبين أفراد أسرة منير رسمي في أبسط الأشياء مثل طريقة اجتماعهم وملابسهم و شربهم للشاي، يحاول   طبل  التحرر من هذه الحياة بموت منير باحثًا عن شهوته ورغباته متجردًا من كل مسؤليات الحياة بشيء من السكر و التشرد
المرة الثانية ”  الموت الفعلي”  عندما تعد ابنته جنازة تليق به فيسرق أصدقاؤه الجثة لتوديعه بطريقة خاصة .

يجسد الفيلم  فكرة الجنة على الأرض وذلك
بصدى صوت للشخصيات في كل المشاهد
يفجعل المشاهد  يرى تخليات عقله اللاواعي عن الجنة و الصراط .

حيث الصراع  ما بين الحرية المطلقة والحرية المفروضة، ورغبة الإنسان المطلقة، حيث يموت الانسان وتبقر سيرته.

الفيلم مأخوذ عن رواية الرجل الذي مات مرتين أو ميتتان لرجل واحد  للكاتب البرازيلي جورج أمادوا 1997 التي تعكس مشهد المأساة وذلك من خلال الموت الفيزيقي في لحظات الحياة بشطاحتها و صدامتها فبعد أن يموت سواريز داكونيا موظف وزج مثالي.


  يتحول  ذهول أصدقائه وحبيبته إلى ألفة واستمرارية في مغامراتهم وكأنما الأمور طبيعي ، فيتفتت العالم أمامهم ويتحول ذلك العشق الحارق إلى سعير في الحانات والشوارع ويتبادلون النخب، فانتازيا مخيفة ملفعة بعظمة شفافية التعامل مع المجهول، وتفجير حدود العالم.


★كاتبة-مصر.

مقالات متعلقة

زر الذهاب إلى الأعلى