رنا حافظ: الملتقى الإعلامي العربي في الكويت يختتم أعماله .

أسدل الستار أمس الإثنين  12 مايو الجاري عن آخر جلسات الملتقى الإعلامي العربي في دورته الـ20 والتي كانت بعنوان: رسالة وقواعد، تناول فيها الداعية المعروف مصطفى حسني، الحديث عن الكثير من القضايا الهامة والشائكة التي تتلمس حياة الفرد فينا كقضية الشك والإيمان والإلحاد، أثر دور الأسرة على علاقة الفرد بربه، الحكمة وكيف نؤتيها، معضلة آدم ونزوله للأرض هل كان عقاباً أم قدراً له منذ البداية…. وغيرها الكثير.

ونظرة سريعة لما تم طرحه خلال الملتقى، فإن القضية الأولى التي دارت حولها جميع الجلسات كانت “تحديات الإعلام في ظل التحول التكنولوجي والتحول الرقمي”، والأمر في جملته متمثلاً في الصراع القائم ما بين الإعلام التقليدي -بأساليبه وقواعده الصارمة- والإعلام الإلكتروني، وفي بعض الأحيان يدرج تحت الإعلام الإلكتروني مواقع التواصل الاجتماعي وإن كان في حالة من التحفظ نحوها.

تكمن المخاوف الحقيقية في هذا الصراع بثلاثة نقاط رئيسية: الأولى هي ابتلاع الإعلام الإلكتروني لكل أشكال الإعلام التقليدي منفذاً إحلالاً كاملاً لكل عناصر الإعلام التقليدي البشرية وغير البشرية، أما الثانية فهي الفوضى المعلوماتية بل والأخلاقية نتيجة للزخم المعلوماتي المضلل والمستهدف لقشور المعلومة دون تفنيد أو حتى تعمق من المتلقي، والثالثة والأخيرة  سوء استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي مما يعود بالضرر على الفرد من عمليات احتيال وتزوير بل وابتزاز وغيره، أما على المجتمع فمن خلال عمليات الإرهاب الالكتروني أو الجرائم الإلكترونية التي تبث الرعب في نفوس المواطنين أو حتى الجرائم الإلكترونية الكبرى التي تضر بالمؤسسات الحكومية مما يعطل عجلة الحراك اليومي.

ونختصر الحلول المقترحة في الملتقى إلى نقطتين:
التشريع والتنظيم: وذلك بوضع قوانين وضوابط واضحة ومشددة تنظم  عمليات الإنتاج الفني وتضمن بذلك أعلى جودة من المحتوى الناتج، وذلك خوفاً على ضياع شكلاً هاماً من أشكال الديموقراطية ألا وهو الصحافة، والحفاظ على القيم الأخلاقية والقواعد المجتمعية، دون تحيزات عرقية أو جنسية أو ما شابه.
التنمية: وذلك على جميع المستويات الثقافية والاجتماعية والدينية والاقتصادية، بل وأهمهم هي التنمية التعليمية التي تهتم بالتوعية الإعلامية للطلاب منذ أولى سنوات الدراسة والمعلم على حد سواء لجابهوا معاً سرعة التطور الهائلة لأدوات الذكاء الاصطناعي.

★خريجة المعهد العالي للفنون المسرحية ـ الكويت.