رحيل الإعلامي فخري عودة.. وحصة الحمدان تستذكر خصاله الطيبة.

آلمنا اليوم الثلاثاء 6 مايو الجاري، خبر وفاة الإعلامي الكويتي الزميل فخري عودة، الذي زاملته في المجال الإعلامي والمسرحي في عدة محطات، حيث عرفته إنساناً طيباً، محباً للعمل ومخلصاً له، كما تميز في اهتمامه بمجال الطفولة، فقد كان للمرحوم علاقة وطيدة بهذا المجال، الذي بدأه في كتابة بعض أغاني مسلسلات الكرتون ، ومن أشهرها عدنان ولينا، ثم انتقل لكتابة أغاني مسرح الطفل حيث ارتبط مع مسرح السور ، وقدم له مجموعة من الأغنيات الخاصة ببعض مسرحيات الطفل، وظل رحمة الله عليه متابعاً للحركة المسرحية حتى في أصعب حالاته المرضية، حيث كان آخر لقاء لي معه قبل أشهر قليلة حين حضر مهرجان المسرح الثنائي الذي أقامته مؤسسة لوياك في نوفمبر الماضي.

وتشاء الأقدار أن تكتب ابنتنا الناقدة حصة الحمدان مقالاً نشرته قبل يومين في عدد مجلة الكويت الصادرة عن وزارة الإعلام الكويتية مطلع مايو الجاري ، نعيد نشره هنا ، في يوم وفاة الإعلامي الراحل رحمة الله عليه.
ومجلة نقدx نقد إذ يؤلمها رحيل الزميل الفاضل فخري عودة بعد عناء طويل مع المرض فإنها تتقدم باسم طاقم عملها بالتعازي القلبية لأسرة ومحبي الإعلامي الكويتي عودة ، وتدعو الله العزيز القدير أن يتولاه برحمته ويغفر له ويسكنه واسع جناته.
وتقديراً منا لمكانته وإنسانيته نعيد نشر مقال ابنتنا الناقدة حصة الحمدان ، والمنشور في عدد مجلة الكويت لهذا الشهر.
رئيس التحرير

فخري عودة …الإعلامي الأب .
حصة الحمدان ★
رغم غياب العديد من القيم الإنسانية، في هذا الزمن، خاصة قيمة التواضع بين الناس، إلا أن الحياة تسعدنا دائما بلقاء شخصيات تغرس في قلوبنا حب الحياة، وتزهر نواياهم النقية وروداً بذاكرتنا ما حيينا… هذا ما شعرتُ به عند لقائي بصاحب القلب الأبوي الحنون، الأستاذ (فخري عودة)، الذي له بصمته الواضحة في المجال الإعلامي والمسرحي الكويتي.
كان سبب لقائي بالأستاذ (فخري عودة) هي ابنة خالتي (حصة الدعيج) التي أرادت أن أصحبها للقاء به ضمن أحد مشاريعها الدراسية التي كانت تنفذها تلك الفترة، وبالطبع لم أتردد إطلاقاً في تلبية دعوتها لرؤية الأستاذ فخري عودة الذي لم ولن يرحل من ذاكرتي.
ولمن لا يعرف فخري عودة؛ فهو إعلامي كويتي، كانت بداياته في سن الحادية عشرة من عمره من خلال مشاركته في النشاط المدرسي المرتبط بوزارة التربية والتعليم في دولة الكويت. حيث كانت الوزارة حينذاك حاضنة للمواهب الفنية والرياضية والاجتماعية، كما كونت الأنشطة المدرسية مناخاً ثرياً لاكتشاف الطاقات وتطويرها، وساعدت في إنشاء جيل فني أشرق إبداعهم في مختلف الميادين، إذ ما نراه اليوم من أسماء متألقه في الساحة الفنية ما هي إلا نتيجة اهتمام وزارة التربية للنشاط المدرسي، باعتباره جزءاً أساسياً في تكوين شخصية الطالب، وليس مجرد نشاط ثانوي.
في عام١٩٦٣، شهدت وزارة التربية افتتاح الأندية الصيفية، مما أدى إلى نقله في طريقة تنسيق اوقات التعليم والأنشطة الثقافية. فبينما كان العام الدراسي مخصصاً للتعليم المدرسي، صارت العطلة الصيفية مجالاً للأنشطة الثقافية والفنية، ولذلك كانت الأندية الصيفية في بداياتها منبراً لاكتشاف المواهب وتمنيتها، حيث شارك فيها عدد من الأسماء التي أصبح لها شأن في الوسط الثقافي الفني مثل: فخري عودة، فؤاد الشطي ومجموعة كبيرة من الموهوبين آنذاك ،ولاحقاً انضم في المجموعة الفنان عبد الرحمن العقل.. كانت تلك الأسماء والتشكيلة تكمل بعضها بعض لتعدد المواهب بينهم.
من جانب آخر عُرف فخري عودة في مجال الكتابة والإعداد المسرحي، فهو يوقن أن طفل اليوم يعيش في عالم حافل بالتشويش،يفتح القنوات التلفزيونية فلا يجد أمامه سوى الأخبار المأساوية والمشاهد الكئيبه، وعندما يتوجه إلى أسرته التي يفترض أن تكون الملجأ الآمن والقدوة له، يجدها تغرق في المشاكل، حيث يعيش الأب والأم في صراع داخلي لأتفه الأسباب ، ومن هنا تبرز أهمية مسارح الطفل، كوسيلة فنية توفر القدرة على مخاطبة الطفل بشكل مباشر، فمسرح الطفل من وجهة نظر الأستاذ فخري عودة يجب أن يُقدم محتواه بطريقة مدروسة دراسة عميقة تخاطب عقله ، مشيراً بان المسرح ليس سوى وسيلة للترفيه، بل هو صانع”الوجبة” الفكرية المناسبة لأنعكاس الطفل ومعطياته ، ومن المسرحيات التي قام بتأليفها: مسرحية جزيرة الواق واق، مسرحية الدمية المفقودة(مؤلف الأغاني)، مسرحية عماكور طاح بالتنور(مؤلف الأغاني).
وفيما يخص المسلسلات شارك تمثيلياً في عدة مسلسلات منها :درب الزلق، الأقدار،ابن العطار،المسلسل الكرتوني عدنان ولينا الذي قام بتأليف أغانيه أيضاً، كما قام بدبلجة صوت شخصية علام، وغيرها من المسلسلات.




