أخبار ومتابعات

يوسف العصفور: الملتقى الثقافي يحتفي بفرسان المسرح الجديد.

يوسف العصفور★

ضمن أنشطة الملتقى الثقافي الذي يقيمه الأديب طالب الرفاعي، في منزله، أقيمت الفعالية الختامية للموسم الثقافي، احتفاء بما أسماه الرفاعي بـ “المسرح الجديد”، حيث استضاف ثلاثة من أبرز صُنّاع المسرح في الكويت، وهم: عبدالعزيز صفر، ومحمد الحملي، وخالد المظفر.

ضيوف الملتقى الثقافي في لقطة جماعية

بدأت الجلسة النقاشية بكلمة للرفاعي، رحّب من خلالها بضيوفه الثلاثة، ومن ثَمَّ قرأ رسالة من الكاتب القدير عبد العزيز السريع، يعتذر فيها عن عدم حضور الملتقى، حملت معاني جميلة، وتحية خاصة للفنانين الثلاثة، معبرًا عن ثقته الكبيرة بمستقبل المسرح في ظل جهودهم، التي أثنى عليها السريع.

جانب من الحضور

كان المظفر أول المتحدثين، حيث أشار لبداياته عندما التحق بورشة تمثيل لدى المخرج عبد العزيز صفر، في سن الثالثة عشرة، وقد اكتشف صفر في ذلك الطفل فنانًا عاشقًا للمسرح ويطمح دائمًا للأفضل، والجدير بالذكر بأن خالد المظفر في سن الثالثة عشرة قرأ لهنريك إبسن، مسرحية “بيت الدمية” و”هاملت” لشكسبير، وتَشَرّب المدرسة الملحمية لبريخت، بفضل تعليمات صفر.

بعد ذلك انتقل الحديث للمخرج عبد العزيز صفر، الذي أشاد بموهبة المظفر منذ الطفولة، وأدرك أنه من خلاله سوف يمرر خياله الإبداعي، وذلك بسبب البريق الذي رآه في عينيه، وأشار صفر، إلى بحثه منذ بداياته عن المسرح الذي يقدم الحكاية ضمن حبكة فنية عالية، وليس مجرد “إفيهات”.

اِنتقل الحديث بعد ذلك إلى الفنان محمد الحملي، الذي أكّد على سعيه لتقديم كل ما هو جديد في المسرح الكويتي، وحرصه سنوياً على حضور العروض المسرحية في العاصمة البريطانية لندن، لِيَطّلِع على التطور في هذا المجال، ويحاول تقديم ذلك على خشبة المسرح في الكويت، وتحدث عن الحاضر الغائب في هذه الحلقة النقاشية الفنان مبارك المانع، ومدى إصراره على التغيير كون الفنان محمد الحملي، هو مشرف عام لعرض مسرحية “جريمة في العاصمة”.

المظفر متحدثًا وعلى يمينه صفر.

وعبّر الحملي وصفر والمظفر عن امتنانهم لمسرح الرواد، الذي تعلموا منه الكثير، بل إن الحملي، أكّد على اهتمامه بإعادة تقديم الأعمال المسرحية القديمة، التي تركت أثرًا في ذاكرة الجمهور.

تعقيبات الحضور

وبعد ذلك قام الأستاذ طالب الرفاعي، بفتح باب النقاش، وبدأ مع الفنان جاسم النبهان، الذي أثنى على الحاضرين، وجهودهم،وتناول إشكالية الفرق المسرحية الأهلية، والمنافسة الشريفة، التي كانت بينهم في السابق، وانتقد النبهان، عدم اهتمام الدولة بدعم المسرح، وأشار إلى ضرورة فتح دور العرض للفنانين، وأن إغلاقها لدواعي الأمن والسلامة، سبب غير مقنع.

جاسم النبهان

وانتقل الحديث للدكتور علي العنزي، عميد المعهد العالي للفنون المسرحية الأسبق، الذي تحدث عن الإشكاليات، التي تساهم في التأثير على مستقبل المسرح في الكويت، مثل اللوائح التي ترفض قبول العرب في المعاهد الفنية، رغم وجود أزمة ممثلات في الكويت، بما يدل على عدم إدراك بعض المسؤولين في الوزارة لمتطلبات سوق العمل.

د.علي العنزي

وتحوّل الحديث للدكتورة سعداء الدعاس، التي توقفت عند مسمى المسرح الأكاديمي، وأكّدت على أنها تسمية غير صحيحة، وردًا على التساؤل الذي طرحه الرفاعي، أشارت الدعاس، إلى أن إحدى وسائل دعم الشباب تكون من خلال الكتابة النقدية عن منجزهم، وأشادت بجهود الناقدة ليلى أحمد، وأثنت على تجربة “المحترمين” للفنان خالد المظفر، والمخرج عبدالعزيز صفر، وتحدثت عن القراءات النقدية، التي تناولت الأعمال المسرحية في مجلة نقد x نقد والتي كتبها مجموعة من خريجي المعهد من طلبتها، وطلبة وخريجي المسرح  في مصر والوطن العربي.

د.سعداء الدعاس

تحوّل الحديث للناقد الأستاذ علاء الجابر، حيث تحدث عن أهمية الأندية الصيفية، ومراكز الشباب والمسرح المدرسي في الماضي في رفد الساحة المسرحية، وتساءل عن أسباب غياب هذا الدور الحيوي حاليًا،  وأشاد بالأدوار، التي لعبها البعض في لاستمرار المسرح خارج نطاق الموسم المعتاد حتى وإن اختلف مع البعض، مثل تجارب  عبد العزيز المسلم،  وطارق العلي، وداود حسين ، كما تحدث عن أهمية تفعيل الأنشطة في المؤسسات التعليمية خارج نطاق السنة الدراسية، مثل المعهد العالي للفنون المسرحية، وهكذا بالنسبة للفرق الأهلية، التي تمنّى تفعيل نشاطها ليس بالضرورة كأعمال مسرحية كبيرة؛ بل كأعمال وأنشطة لا تتطلب أكثر من قاعة صغيرة لإقامتها، وذلك لإثراء الساحة المسرحية طوال العام، كما أثنى على الثنائيات الفنية في المسرح،  وإن كان يتمنّى أن يعمل الفنانون بالنظام المؤسساتي؛ فالواقع الفني أثبت أن الثنائيات لا تدوم.

علاء الجابر

أما الدكتور فهد عبدالمحسن، فأكد على عدم وجود ما يسمى بالمسرح الأكاديمي، وأشار إلى مقولة لأستاذه الفنان فايز قزق، الذي كان يقول بأن “المسرح الأكاديمي” ما هو إلا خدعة وكذبة اختلقها البعض، وأن المسرح هو مسرح، وفي الغرب هو تجاري في جميع الأحوال، وضرب مثالًا على ذلك عروض كوميديا ديلارتي التي إلى الآن تقدم في إيطاليا بمقابل مادي.

د.فهد عبد المحسن

أما الناقدة ليلى أحمد، فقد أثنت على جهود الفنانين، وخصت بالذكر المخرج عبدالعزيز صفر، وذلك بسماعه ملاحظاتها وقيامه بتعديل  بعض المشاهد في عرضه “الأول من نوعه” بناءً على تلك الملاحظات.

ليلى أحمد

كما تطرقت لمراحل المسرح في الكويت، وأشارت إلى أن مرحلة المسرح الكوميدي في التسعينيات هي مرحلة ضرورية؛ لأنها نوع من التنفيس الذي يمارسه الفنان في ظل الظروف السياسية والاقتصادية.

وبالحديث عن المسارح الأهلية، تحدث الدكتور نبيل الفيلكاوي، عن مدى أهمية الدعم من قبل الدولة؛ حيث أشار إلى أن الدولة وخاصة  وزارة الإعلام، والمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب يجب أن يكون من أولويات  خططهما دعم الثقافة، وأن الدعم الذي تقدمه الدولة للمسارح الأهلية لا يؤهل الفرقة لعمل عروض مستمرة.

د.نبيل الفيلكاوي

كان مسك الختام مع مداخلة السيد عبد الله المظفر، والد الفنان خالد المظفر؛ حيث أشار لأهمية دعم الحركة المسرحية الجديدة في الكويت وهذا ما فعله في دعمه لتجربة المظفر وصفر، وأثنى على القائمين على الملتقى الثقافي، وعلى رأسهم الأستاذ طالب الرفاعي، وأشار لسعادته بتواجد الحضور ومداخلاتهم، وخص بالذكر الفنان جاسم النبهان، والكاتب علاء الجابر، والناقدة ليلى أحمد.

عبد الله المظفر

اِنتهى الموسم الثاني عشر للملتقى الثقافي بجلسة كانت من أمتع الجلسات، ضمت ثلاثة فرسان حملوا على عاتقهم مهمة الإرتقاء بالمسرح الكويتي، وذلك من خلال مجازفتهم بتقديم عروضهم بجهودهم الخاصة، دون دعم من الدولة، كما تم الإشادة خلال الجلسة بما تقوم به مجلة نقد x نقد لرفد الساحة الثقافية بالنقاد  الشباب.

الأديب طالب الرفاعي متحدثًا وعلى يمينه محمد الحملي والناقدة ليلى أحمد وعلى يساره خالد المظفر.


★ناقد-الكويت.

مقالات متعلقة

زر الذهاب إلى الأعلى