أخبار ومتابعاتمسرح

رغدة سامي :مهرجان آفاق المسرحي.. ما سمة أول عروض المهرجان ؟

رغدة سامي.
في مسرح الهناجر، وبعد شهرين من العمل المتواصل، في لجان المشاهدة والتصفيات، اِنطلقت الفعاليات النهائية، لمهرجان آفاق المسرحي، في دورته التاسعة (دورة المخرج كرم مطاوع) .
أعلن عن ذلك مدير المهرجان، الفنان هشام السنباطي، بعد وقفة حداد على أرواح ضحايا غَزَّة، ومن ثَمَّ قدَّم أعضاءَ لجنة التحكيم المكونة من كل من :
-د. سيد الإمام،ود. محمد عبد العزيز ود. أحمد الدلة.
والفنانة حنان شوقي من مصر.
و أما المحكمون من الوطن العربي فهم : الفنانة خدوجة صبري من ليبيا، ود. هاني ناظر من السعودية،ود. علي الجوفيندي من اليمن، والمؤلفة المسرحية بديعة الراضي من المغرب، والناقد علاء الجابر من العراق.

لجنة التحكيم


ثم أعلن السنباطي، أن دولة فلسطين، ستكون ضيف شرف المهرجان، وهذه بادرة طيبة ، وإن كنا نتمنى لتكتمل هذه اللافتة، أن يكون هناك عرض خاص من فلسطين، أو حتى ضيف يمثلها.

الوقوف حدادًا على شهداء فلسطين


بعدها بدأ المهرجان، بثلاثة عروض كالتالي :
كرسي بجناحين:
أول العروض بعنوان (كرسي بجناحين ) عرض لذوي الهمم.
يدور العرض حول فتاه قعيدة على كرسي متحرك، فقدت الجزء السفلي من جسدها ، وحُلمُها أن تكون متميزة بلعبة الشطرنج، ومن المتعارف عليه، أن صدى هذا المسمى (ذوي الهمم ) أنه من الواجب أن يكون ردُّ فعلنا الأول والأخير، التعاطف، ولكن أنا أرى أنهم ومع الوضع، الذي يتعايشون معه، أنهم لا يختلفون عن أى شخص في شيء، إلا في فقد عضو ما – وهذا الذي يجب التغاضي عنه، في الجانب النقدي – ، لذا، فكلنا متساوون، بدلاً من التعاطف الواهي، وهذا التصفيق المتعاطف الكثير الذي أراه، أضَرَّ بالعمل، حتى وإن كان مُلَوَّناً بنوايا طيبة، لذلك، لا يعني أن يكون الشخص من ذوي الهمم على خشبه المسرح، لا يمتلك أدوات الممثل المتعارف عليها في كل مكان، ونتغاضى عنها تعاطفاً معه، فهو يمتلك عقلاً سليماً ، مثله مثلنا، ومن الواجب بدلاً من التعاطف، أن ننصحه بالمزيد من التدريب، والورش والمعاهد إلى آخره …لكن أمام القضايا الإنسانية، نصفق بحرارة، مما يجعله يعتقد بأنه وصل القمة، فلا يُطَوِّر من قدراته، وهناك شعرة صغيرة بين التشجيع المفرط، وفرد عضلات الإنسانية، بحجة فهم وضع ذوي الهمم … وكم هو ضَارٌّ في هذا العرض، للبنت الممثلة في عرض المونودراما هذا الذي قدمته، مشكورة جداَ لتواجدها، ومحاولتها، وحفظها للنص، لكن السؤال المطروح: أين جهد المخرج في هذا العرض- وهو ليس من ذوي الهمم، كما ظهر في التحية الختامية – و الذي اقتصرت خطوط حركته للممثلة في كرسيها على خطين، لم يتغيرا نهائياً، تركزا في الذهاب والإياب لنقطة واحدة، هي ترابيزة اللاب توب، وصورة كاسباروف، بصراحة المخرج لم يتعب نفسه، لتدريب الممثلة بشكل جيد، ليقيني بأن قدراتها التمثيلية، وحركتها على الكرسي أفضل من ذلك بكثير، ولم يُعَلِّمْها أبسط أدوات الممثل، وهي تقطيع الجمل، ولا كيفيه البعد عن فخ

فاطمة حسن من عرض كرسي بجناحين


المونوتون … حتى (الفويس أوفر) كان صوتاً رتيباً أيضاً اِنتمى إلى( المونوتون) ليشعر المتفرج، وكأن من يتكلم، شخص يتم تلقينه الجمل، ليتم ترديدها وراءه، دون أي مجهود…. بمعنى أدق، هو ضامن أن الحضور، سيتعاطف مع حالة الممثلة، ولن يدققوا في موهبتها !!
الميلودراما بقصد جلب التعاطف، والبكاء، واستدرار المشاعر، سلعة رخيصة، لا يجب أن يشتريها المخرج، ويُصدرها للجمهور مهما كان المبرر، لذا، فهي إن كانت غير مقبولة بالحياة الواقعية، فهي مرفوضة بالفن نهائياً.
في الحقيقة لم ألمس إبداعاً، لا في الفكرة، ولا في النص، نفس الشكل، عدا عن نصائح وجمل مباشرة، تصدر كل مرة من فم الممثل من ذوي الهمم، دون أي جديد، حتى فى التناول.
الديكور فى العرض، كان عبارة عن مكتبة، عليها هاتف منزل أرضي، وفى المنتصف فازة وأمامها صورة الأم ، وصورة الأب على اليمين، وعلى اليسار صورة مثلها الأعلى في لعبة الشطرنج، غاري كاسباروف، وأمام البنت اللاب توب، وتظهر لعبه الشطرنج، على بروجيكتور لم يدم، كان مجرد شاشة زرقاء، برقعة شطرنج!
وهو ديكور بسيط، لا جديد به، كما الفكرة !
بقي أمر جاء في بامفلت العرض، وهو ( دراماتورج)، والذي لم أعرف ما كانت وظيفته، ولا سبب وجوده في هذا العرض؟! غير وضعه مع فريق العمل؟!
تفاصيل العرض :
كرسي بجناحين (مونودراما )
تأليف : تامر فؤاد
دراماتورج: محمود عثمان
تمثيل: فاطمة أحمد حسن
الصوت: هشام بلال
الإضاءة: عمرو نخلة
الديكور : محمد حسن
مساعد مخرج: محمد السلوتي
إخراج : عادل أمين

من عرض كلنا إنسان

كلنا إنسان
وبعد فترة استراحة لتغيير الديكور من عرض لعرض، بدأ العرض الثاني، وهو بعنوان (كلنا إنسان )،الذي لم يختلف كثيراً فى فكرته عن العرض الأول، حيث يدخل خشبة المسرح بزي مهرج، شابٌّ – يفترض أن الممثل من ذوي الهمم – يعاني من التنمر من شكل وجهه المحترق – بفعل حادث، لم يكن له يد به، وحلمه أن يكون ممثلاً، ورفض الجميع له.
التوتر، وعدم التنسيق بين الممثل، ومهندس الصوت المسؤول عن المؤثرات الموسيقية، كان واضحاً في العرض، الذي يوصل المتفرج إلى حالة من التوتر، بين انتقالات سريعة غير مبررة، وبين حالة الصخب والضحك، ومحاولة إضحاك الجمهور، وحثهم على التفاعل مع الموسيقى، باستعطاف، وطلب التصفيق من الممثل، والنقلة السريعة للأداء البكائي للمأساة، والشعور بالحزن.
جدير بالذكر أن مؤلف العرضين، الأول والثاني، كان نفس الشخص، بل إن النصين كانا يحملان – تقريباً- نفس الفكرة، وبنفس الطريقة الِاستعطافية، بل تصل لدرجة تكرار كثير من الجمل على مسامع المتفرج، وكأنه لا يستوعب إلا بالتكرار!
ما لم أعرفه في هذا العرض هنا، هو أين علة الممثل ! لماذا يندرج تحت مسمى (ذوى الهمم)، وما علة الممثل، الذي ظهر من خلال حركته النشطة، و حواراته بأنه لا يعاني من اعاقة!

من عرض الخنزير


الخِنزير.. اِستكمالاً للمآسي؟!
تأتي الِاستراحة التالية، مطولة جداً، ولا نعرف السبب؟! رغم أن الديكور، كان مكتملاً.
العرض الثالث، الذي جاء بعنوان (الخِنزير) أكمل مسيرة اليوم في الِاكتئاب ، مثله مثل العروض الأخرى لهذه الليلة، التي أغرقتنا في أحداث مأساوية جداً، والكثير من السوداوية، التي لا هدف من ورائها – برأيي – إلا لكسب التعاطف، فمن السهل جداً أن تُبكيَ المتفرج، لكن من الصعب إضحاكه.
العرض الثالث، عبارة عن مونودراما، عن شحاذ فقد وظيفته بعد خصخصة الشركة، التى عمل لديها، وانتهى به الحال إلى أرصفه الشوارع، بلا مأوى، ولا عائلة، حتى وجد حذاءً (لماركة عالمية ) مُلقًى في أحد أكياس القُمامة، وكأنه وجد حُلمَه، فأخذ يرقص معه، ويَقُصُّ عليه قصته، التى تنتهي بانتحاره المزيف، وينتهي العرض، ثم نكتشف أنه لم يمت، لأن السم كان مضروباً؟!
جاء أداء الممثل، في هذا العرض موفقاً بعض الشيء، مقارنة ببطلة العرض الأول ، وبطل العرض الثاني، وإن كان عندي بعض التحفظات على النقلات فى الأداء، التي كانت مشوشة، وغير موفقة، بحركات مزعجة وسريعة على المسرح، بلا داعٍ، ويحسب له خلوه من الوعظ والمباشرة.

من عرض الخنزير.

صور : عيد خليل


★خريجة قسم دراما- مصر.

مقالات متعلقة

زر الذهاب إلى الأعلى