مالتوس: الزائر الأخير

بغداد – خاص
مراسيم الزائر الأخير عرض مسرحي إيماني صامت يرتكز على جسد الممثل إذ يقدم بنمط (البانتومايم) المونو، بأشكاله الفنية المتعددة: العلبة، الشارع، المفتوح وبنموذجين أدائيين (الفن المحترف الأكاديمي بأعرافه وتقاليده الراسخة، والمشهد المحلي الجماهيري الهادف بإيماءاته وأزيائه ومفرداته الحركية اليومية المتداولة) في الشكل، والموضوع، وذلك من خلال اختيار شخصية محلية مهمشة (العازف العسكري) بطل لهذا العرض واختيار الموضوع الذي يُعالج المشاكل المحلية في المجتمع العراقي ويطرح أهم قضاياه، بلا أدوات أو اكسسوارات أو قطع ديكوريه أو ماكياج، لا شيء من هذا سوى الجسد واستثمار الكاريزما والحضور الإيمائي والمهارة الأدائية والإيماءة المحلية بشكل بارز لتحقيق نوعًا من التواصل مع الجمهور العام.
يرافق الشخصية الاختيار الدقيق للمؤثر الصوتي في كل خطوة وإيماءة كأنهما واحد، إذ تعد الموسيقى في هذا العرض عنصراً مساهماً بفاعلية كبيرة تمثل المساحة الأكبر لرسم الخط الدرامي ومشاركة الممثل في رسم الصور الإبداعية بمهارة عالية ودقيقة في تجسيد الفكرة وتقليد الشخصية بمخزونها التاريخي، والوجداني، والنفسي، والحركي، لخلق الفرجة الجماهيرية والمتعة والاستجابة.
يطرح العرض بشخصية (عازف الجوق الموسيقي العسكري) الكثير من التساؤلات والمشاكل الاجتماعية المحلية بطريقة درامية مغايرة، إذ ينطلق العرض من الجانب المشرق لحياة العازف العسكري، حتى ينتقل إلى الجانب الآخر من الأزمات والمشاكل والتي تحتاج إلى إصلاح كبير في المجتمع، إذ لا يمكن للأفراد في ظل كل تلك الأزمات أن ينجبوا أطفالًا دون وجود أبسط مقومات العيش، كتوفير حياة كريمة للأبناء وبيئة سليمة آمنة صالحة للعيش، حتى لا يتحول الآباء إلى مذنبين في حق مصير جيل يكبر مع الأسى غارقاً بالفقر يسبح نحو أحلام يستحيل تحقيقها.
مراسيم الزائر الأخير
سيناريو، إخراج، تمثيل وتصميم الموسيقى: حسين مالتوس.
سيتم عرضه خلال الأيام القليلة في عدد من المحافظات